توتى وعمورى

توتى وعمورى
حبايب قلبى

توتا

توتا
توتا وبابا

مرحبا بك فى مدونتى و

welcome

الصفحة الرسمية

يمكنكم متابعة اخبار ورؤية المزيد من خلال الصفحة الرسمسة لدكتور مخلص بليح على فيس بوك من اتباع الرابط التالى
او المراسلة عبر جاميل
drmokls@gamil.com

الأحد، 26 فبراير 2012

احمد احمد نعمان عبود رجل من عصر الاحتلال






يتعرض الوجود العربي بكل مكوناته: من الاستقلال الوطني إلى اللغة والثقافة، ومن السيادة على المصير والثروات إلى الدين والبنية الاجتماعية، ومن الحقوق والمصالح إلى الدور الدولي والمستقبل، وبإيجاز كل مقومات الوجود القومي: السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية الراهنة والمستقبلية، إلى تهديد جدي من قبل قوى عظمى أصبح العرب كوجود قومي هو العدو بالنسبة لها، الأمر الذي يحتاج إلى وقفة جادة من قبل المفكرين العرب والحريصين على حاضر هذه الأمة ومستقبلها. إذ لم تعد حدود الدفاع عن الهوية والتاريخ هي الحدود المعروفة فقط بل تداخلت الأخطار وتشابكت بحيث أصبح من الحكمة التحلي باليقظة وتحليل كل ما يكتب عن العرب و ثقافتهم و هويتهم و لغتهم أو ينشر من مقالات و أبحاث و برامج دراسية أو إعلامية، و أصبح المطلوب طرح البدائل لمواجهة فكرة أو مصطلح أو حركة التي قد تبدو بريئة المظهر ولكنها تقع ضمن مخططات استراتيجية معدة للتنفيذ على مدى سنوات وربما عقود بهدف تغييب إحدى المقومات الأساسية للهوية القومية إلى درجة أن العربي يشعر بالفعل أن هناك حملة احتلال فكري لا تقل خطورة عن الاحتلال العسكري المباشر للأرض والبشر وقد تكون مقدمة لاحتلال آخر يتم إعداد العدة له وتهيئة الأرضية الفكرية و السياسية و النفسية لقبوله. وعلّ أخطر سمات حركة الاحتلال الفكري هذه وأقدمها والتي يعود تاريخها إلى ما قبل أحداث الحادي عشر من أيلول هي أن الحركات المعادية للعرب قد بثت الدعاية وثبتتها في عقول وقلوب معظم العرب كقناعة راسخة أن الساحة الدولية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص حكرٌ على تلك الحركات والقوى المحركة لحملة الكراهية والعنصرية المعادية للعرب كوجود ثقافي وديني و سياسي له هوية قومية مميزة ولذلك يقول العديد من الرسميين العرب أنهم غير قادرين على أن يفعلوا شيئاً حيال ذلك مما يبرر تهاونهم الذي قاد إلى الهون في الكثير من جوانب الحياة العربية و يفوّت فرصة على العرب من المفترض السعي من خلالها لكسب الرأي العام العالمي لصالح قضاياهم العادلة وحقوقهم وهي في كل الأحوال المعركة التي عليهم أن يخوضوها بكل عزم ولا شك أن كسبها مضمون لأنهم سوف ينادون بالحق والعدل والسلام مقابل قوى الشر والكراهية والاحتلال والاستيطان البغيض.







كما أن من سمات حملة الاحتلال الفكري التي بدأت تتصاعد بعد أحداث الحادي عشر من أيلول هي محاصرة الحداثة العربية المتمثلة بقوى الاعتدال المستندة فكرياً وسياسياً إلى الموروث القومي والعالمي على حد سواء، من قبل قوى التطرف المحلية والدولية، واستخدام القوى العنصرية المعادية للعرب لأشخاص أو حركات مصطنعةٍ لتمرير ما تريـد تحقيقه مـن أهداف على الساحة العربية.







و السمة الأخرى هي تبعية وسائل الإعلام العربية لمرجعيات إعلامية تتحكم بها القوى العنصرية المعادية للعرب حيث لم تتمكن وسائل الإعلام العربية رغم حداثتها و تقنياتها المتقدمة حتى الآن من خلق مرجعية خاصة بها تنشأ الأخبار والتحليلات والبرامج بما يتوافق مع الحق العربي ويحصّن المواطن العربي من سموم ما تخطط له تلك القوى المدججة بالكراهية العنصرية المعادية للعرب والمعززة بالموارد والجيوش و إيديولوجيات التفوق ومراكز الأبحاث والفضائيات المعادية الناطقة بالعربية و المتزايدة عدداً يوماً بعد يوم والتي تستهدف انتزاع إيمان العربي بعروبته وتاريخه ولغته من ضميره و فكره.







و قد تخطت هذه السمة الأخيرة مرحلة الخطورة ودخلت مرحلة أخرى دقيقة وحساسة وشبه عصية على الاستكشاف من الوهلة الأولى ألا وهي التعتيم في الإعلام العربي على كل ما يساند الحق العربي وعلى كل ما يظهر حقيقة الصراع العربي الإسرائيلي بأنه صراع بين حق و باطل، بين عرب تسلب أرضهم ومياههم وديارهم وثقافتهم وبين احتلال استيطاني عنصري يقتل الأطفال والنساء والرجال ويدمر المنازل ويقتلع الشجر ويستخدم من أجل تمرير كل هذا تغطية إعلامية محكمة تذر الرماد في العيون وتخلط الأوراق وتصور الحق على أنه باطل وتختار الكلمات والعبارات وفق هندسة لغوية تخفي التفاصيل الهامة وراءها وإذا ما احتاج الأمر تقتل الصحفي الذي يهدد فضح كل هذا أو تصادر أفلامه وأوراقه لأن افتضاح أمرها لدى الرأي العام العالمي يعني بالتأكيد بداية النهاية بالنسبة لمشروعها المعبأ بالكراهية والدمار للوجود العربي.







ومن خلال متابعة الإعلام العربي والأجنبي في الأسابيع الأخيرة مثلاً لاحظت أن مقال سيمور هيرش بعنوان "حوليات الأمن القومي" بتاريخ 28/6/2004 في النيويوركر، وهي من أهم صحف التحقيقات في الولايات المتحدة وتعتبر تحقيقاتها مصدراً غنياً للمعلومات الموثقة، قد أثار ضجة إعلامية في الغرب وحفز عشرات الأقلام للكتابة عن الدور الإسرائيلي في العراق و لكنّه لم يلق الاهتمام الذي يستحقه على الإطلاق من الإعلام العربي المقروء والمسموع أو الفضائي المشاهد. في هذا المقال أوضح هيرش، وهو أهم كاتب تحقيقات في الولايات المتحدة، الدور الإسرائيلي في زعزعة العراق واحتلاله وتحويل أجزاء منه إلى قاعدة لخلق الفوضى و الفتنة ليس في العراق وحسب وإنما التخطيط لإدخال رياح الفوضى والتفكيك لبلدان المنطقة برمتها وإثارة الخلافات العرقية و الطائفية والدينية والإقليمية فيها وفيما بينها. ويشكل مقال هيرش قاعدة معلوماتية لكتّاب انطلقوا ليؤكدوا أن المستفيد الوحيد من الحرب على العراق هو إسرائيل كما أكد جوستين ريموندو في مقاله الذي أكد فيه على معلومات هيرش أنه لا هدف من الحرب على العراق سوى تعزيز موقع إسرائيل الاستراتيجي وليس الهدف لا النفط ولا أسلحة الدمار الشامل ولا الديموقراطية. وأضاف أن الهدف من الحرب هو "توسيع أفق وفضاء تأثير اسرائيل وهذا بالضبط ما حدث" وأكد على ما قاله هيرش من أن الإسرائيليين هم المستفيدون الوحيدون من الحرب. كما أشار الكاتب إلى ما تصنعه الإدارة الأمريكية بالمقاتلين الأجانب الذين من المفترض أن يكونوا إسلاميون أو من القاعدة ولكن دون الإشارة إلى المتسللين الأجانب الجدد في العراق ألا وهم الإسرائيليون. وأشار آخرون أن ما جرى في العراق يمثل نموذجاً جديداً في التاريخ حيث تمكنت قوة صغرى من تسخير قوة كبرى لخوض حرب من أجل تحقيق مصالحها بينما في العادة تسخر القوة العظمى الدول الصغرى لخوض الحروب التي تخدم مصالحها نيابةً عنها.







ونشر كتّاب آخرون في جريدة الغارديان البريطانية عن (تقنيات التحقيق) والتي تدنت إلى مستوى التعذيب. كما كتب بريان ويتيكر في الغارديان عن إجراءات "الحملة ضد الإرهاب" التي تستخدم كعذر لارتكاب الانتهاكات ضد السجناء العراقيين وغيرهم. ونشرت صحيفة النيويورك تايمز تصريحات لجنود إسرائيليين سابقين وشريط فيديو عن الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. كما نشرت جريدة الإندبندنت البريطانية مقالاً هاماً جداً عن معرض صور التقطها الجنود الإسرائيليون للجرائم التي يرتكبونها ضد الفلسطينيين من قتل وتعذيب ودمار ولكن هذا أيضاً لم يلق أبداً التغطية التي تستحق كي تفضح حقيقة أن السجون الإسرائيلية لا تقل سوءاً عن سجن أبو غريب. وفي الأسبوع الماضي صدر كتاب بعنوان "أخبار سيئة من إسرائيل: أخبار التلفزيون والفهم العام للصراع الفلسطيني الإسرائيلي" للكاتب غريغ فيلو والمجموعة البريطانية الإعلامية في جامعة غلاسكو, بريطانيا، والكتاب يوثق التلاعب الإعلامي بقضايا وحقوق وحياة الشعب الفلسطيني ويسلط الأضواء على الجرائم التي يعتم عليها الإعلام بالكلمة والمصطلح ويقدم قراءة جديدة لما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قراءة تكشف النقاب عن الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين العرب العزل.







إن إهمال الكتاب و المفكرين و الإعلاميين العرب لكل ما يصدر في الغرب من مقالات ومعلومات تساند الحق العربي وتفضح جرائم الحرب والتعذيب والتخريب والدمار التي ترتكب ضد الوجود العربي بشرياً وثقافياً، أو إعادة إنتاج مفردات الاحتلال الفكري في مقالاتهم أو برامجهم الإعلامية مثل المفردات التي تكرس الفتنة أو التقسيم الطائفي و العرقي أو التي تهاجم اللغة العربية إنما هي من مظاهر الاحتلال الفكري الخطير الذي يهدد عقول العرب و يشل إرادتهم والذي لا بد من أن يتحرروا منه كخطوةٍ أولى و أساسية كي يتمكنوا من تحرير أرضهم وديارهم و حماية هويتهم القومية ووجودهم■




مخلص بليح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق