كان لي صديقاً صدوق، أو كما كان يبدو عليه من حديثه إلي وطول فترة معايشتنا لبعض، فقد كنت أعرفه منذ الحلقة الأولى من التعليم الأساسي، إلى أن وصلنا إلى التعليم الثانوي والجامعي.
والطريف في الأمر أن صديقي هذا على الرغم من الخلاف الواضح في أتجاهاتنا السياسية والفكرية إلا أننا وهو متطابقين تماماً في كثير من الأشياء منها الهدوء وحب الشعر والشعراء والقراءة ومتابعة الدوري الإنجليزي على الرغم من أنتمائه المحلي المختلف تماماً عن أنتمائ.
فأستطيع أن أذكر يوماً تراهنا فيه على نتائج المباريات ومحرزي الأهداف. بل كنا نذهب إلى السينما والمسرح وكنا نفضل أن نتنزه في القاهرة وخاصة على الفنادق المطلة على النيل حيث أنه كان يعشق النيل بشكل مؤثر أثر في أنا أيضاً. فقد كان يقول أشعاراً في النيل وفي قاطني المراكب النيلية وساكنيها. وكانت تجمعنا الكثير من الأشياء كالسفر والترحال وأكل الطعام... نعم فكنا نفضل طعامنا المختلف تماماً عن ما كنا نعتاد عليه.
كان صديقي هذا هو صديقي بكل معني الكلمة حتى قبل أربعة شهور من كتابة هذا المقال.
إلى أن حدث موقف أوضح لي صديقي هذا أن هناك الكثير من الكذب المتواصل لمدة ثمانية عشرة عاماً كاملة. نعم ثمانية عشر عاماً كاملة من الخداع والترائي حتي أنطبق عليه هذا الوصف
أنا الكذب والخداع والترائي
أنا الوحل بالخزي اكتسيت لأترائي
أنا لا أسبه ولا أنعته إلا أنني ألوم نفسي، نعم ألوم نفسي علي ما قدمته من الود والصدق والصداقة وكان في مقابلها الغش والتخاذل.
أنا غير حانق ولكن هذه هي الدنيا.... الكثير من التجارب والقليل من الخبرة
__________________
نبض الكلام حين الصمت أحيا ذاكرتي العربية
(قهر، وسلب، وسقوط، وإضمحلال) بعد (عدل، وعطاء، ورفعة، وسيادة)