توتى وعمورى

توتى وعمورى
حبايب قلبى

توتا

توتا
توتا وبابا

مرحبا بك فى مدونتى و

welcome

الصفحة الرسمية

يمكنكم متابعة اخبار ورؤية المزيد من خلال الصفحة الرسمسة لدكتور مخلص بليح على فيس بوك من اتباع الرابط التالى
او المراسلة عبر جاميل
drmokls@gamil.com

الأحد، 26 فبراير 2012

احمد احمد نعمان عبود رجل من عصر الاحتلال






يتعرض الوجود العربي بكل مكوناته: من الاستقلال الوطني إلى اللغة والثقافة، ومن السيادة على المصير والثروات إلى الدين والبنية الاجتماعية، ومن الحقوق والمصالح إلى الدور الدولي والمستقبل، وبإيجاز كل مقومات الوجود القومي: السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية الراهنة والمستقبلية، إلى تهديد جدي من قبل قوى عظمى أصبح العرب كوجود قومي هو العدو بالنسبة لها، الأمر الذي يحتاج إلى وقفة جادة من قبل المفكرين العرب والحريصين على حاضر هذه الأمة ومستقبلها. إذ لم تعد حدود الدفاع عن الهوية والتاريخ هي الحدود المعروفة فقط بل تداخلت الأخطار وتشابكت بحيث أصبح من الحكمة التحلي باليقظة وتحليل كل ما يكتب عن العرب و ثقافتهم و هويتهم و لغتهم أو ينشر من مقالات و أبحاث و برامج دراسية أو إعلامية، و أصبح المطلوب طرح البدائل لمواجهة فكرة أو مصطلح أو حركة التي قد تبدو بريئة المظهر ولكنها تقع ضمن مخططات استراتيجية معدة للتنفيذ على مدى سنوات وربما عقود بهدف تغييب إحدى المقومات الأساسية للهوية القومية إلى درجة أن العربي يشعر بالفعل أن هناك حملة احتلال فكري لا تقل خطورة عن الاحتلال العسكري المباشر للأرض والبشر وقد تكون مقدمة لاحتلال آخر يتم إعداد العدة له وتهيئة الأرضية الفكرية و السياسية و النفسية لقبوله. وعلّ أخطر سمات حركة الاحتلال الفكري هذه وأقدمها والتي يعود تاريخها إلى ما قبل أحداث الحادي عشر من أيلول هي أن الحركات المعادية للعرب قد بثت الدعاية وثبتتها في عقول وقلوب معظم العرب كقناعة راسخة أن الساحة الدولية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص حكرٌ على تلك الحركات والقوى المحركة لحملة الكراهية والعنصرية المعادية للعرب كوجود ثقافي وديني و سياسي له هوية قومية مميزة ولذلك يقول العديد من الرسميين العرب أنهم غير قادرين على أن يفعلوا شيئاً حيال ذلك مما يبرر تهاونهم الذي قاد إلى الهون في الكثير من جوانب الحياة العربية و يفوّت فرصة على العرب من المفترض السعي من خلالها لكسب الرأي العام العالمي لصالح قضاياهم العادلة وحقوقهم وهي في كل الأحوال المعركة التي عليهم أن يخوضوها بكل عزم ولا شك أن كسبها مضمون لأنهم سوف ينادون بالحق والعدل والسلام مقابل قوى الشر والكراهية والاحتلال والاستيطان البغيض.







كما أن من سمات حملة الاحتلال الفكري التي بدأت تتصاعد بعد أحداث الحادي عشر من أيلول هي محاصرة الحداثة العربية المتمثلة بقوى الاعتدال المستندة فكرياً وسياسياً إلى الموروث القومي والعالمي على حد سواء، من قبل قوى التطرف المحلية والدولية، واستخدام القوى العنصرية المعادية للعرب لأشخاص أو حركات مصطنعةٍ لتمرير ما تريـد تحقيقه مـن أهداف على الساحة العربية.







و السمة الأخرى هي تبعية وسائل الإعلام العربية لمرجعيات إعلامية تتحكم بها القوى العنصرية المعادية للعرب حيث لم تتمكن وسائل الإعلام العربية رغم حداثتها و تقنياتها المتقدمة حتى الآن من خلق مرجعية خاصة بها تنشأ الأخبار والتحليلات والبرامج بما يتوافق مع الحق العربي ويحصّن المواطن العربي من سموم ما تخطط له تلك القوى المدججة بالكراهية العنصرية المعادية للعرب والمعززة بالموارد والجيوش و إيديولوجيات التفوق ومراكز الأبحاث والفضائيات المعادية الناطقة بالعربية و المتزايدة عدداً يوماً بعد يوم والتي تستهدف انتزاع إيمان العربي بعروبته وتاريخه ولغته من ضميره و فكره.







و قد تخطت هذه السمة الأخيرة مرحلة الخطورة ودخلت مرحلة أخرى دقيقة وحساسة وشبه عصية على الاستكشاف من الوهلة الأولى ألا وهي التعتيم في الإعلام العربي على كل ما يساند الحق العربي وعلى كل ما يظهر حقيقة الصراع العربي الإسرائيلي بأنه صراع بين حق و باطل، بين عرب تسلب أرضهم ومياههم وديارهم وثقافتهم وبين احتلال استيطاني عنصري يقتل الأطفال والنساء والرجال ويدمر المنازل ويقتلع الشجر ويستخدم من أجل تمرير كل هذا تغطية إعلامية محكمة تذر الرماد في العيون وتخلط الأوراق وتصور الحق على أنه باطل وتختار الكلمات والعبارات وفق هندسة لغوية تخفي التفاصيل الهامة وراءها وإذا ما احتاج الأمر تقتل الصحفي الذي يهدد فضح كل هذا أو تصادر أفلامه وأوراقه لأن افتضاح أمرها لدى الرأي العام العالمي يعني بالتأكيد بداية النهاية بالنسبة لمشروعها المعبأ بالكراهية والدمار للوجود العربي.







ومن خلال متابعة الإعلام العربي والأجنبي في الأسابيع الأخيرة مثلاً لاحظت أن مقال سيمور هيرش بعنوان "حوليات الأمن القومي" بتاريخ 28/6/2004 في النيويوركر، وهي من أهم صحف التحقيقات في الولايات المتحدة وتعتبر تحقيقاتها مصدراً غنياً للمعلومات الموثقة، قد أثار ضجة إعلامية في الغرب وحفز عشرات الأقلام للكتابة عن الدور الإسرائيلي في العراق و لكنّه لم يلق الاهتمام الذي يستحقه على الإطلاق من الإعلام العربي المقروء والمسموع أو الفضائي المشاهد. في هذا المقال أوضح هيرش، وهو أهم كاتب تحقيقات في الولايات المتحدة، الدور الإسرائيلي في زعزعة العراق واحتلاله وتحويل أجزاء منه إلى قاعدة لخلق الفوضى و الفتنة ليس في العراق وحسب وإنما التخطيط لإدخال رياح الفوضى والتفكيك لبلدان المنطقة برمتها وإثارة الخلافات العرقية و الطائفية والدينية والإقليمية فيها وفيما بينها. ويشكل مقال هيرش قاعدة معلوماتية لكتّاب انطلقوا ليؤكدوا أن المستفيد الوحيد من الحرب على العراق هو إسرائيل كما أكد جوستين ريموندو في مقاله الذي أكد فيه على معلومات هيرش أنه لا هدف من الحرب على العراق سوى تعزيز موقع إسرائيل الاستراتيجي وليس الهدف لا النفط ولا أسلحة الدمار الشامل ولا الديموقراطية. وأضاف أن الهدف من الحرب هو "توسيع أفق وفضاء تأثير اسرائيل وهذا بالضبط ما حدث" وأكد على ما قاله هيرش من أن الإسرائيليين هم المستفيدون الوحيدون من الحرب. كما أشار الكاتب إلى ما تصنعه الإدارة الأمريكية بالمقاتلين الأجانب الذين من المفترض أن يكونوا إسلاميون أو من القاعدة ولكن دون الإشارة إلى المتسللين الأجانب الجدد في العراق ألا وهم الإسرائيليون. وأشار آخرون أن ما جرى في العراق يمثل نموذجاً جديداً في التاريخ حيث تمكنت قوة صغرى من تسخير قوة كبرى لخوض حرب من أجل تحقيق مصالحها بينما في العادة تسخر القوة العظمى الدول الصغرى لخوض الحروب التي تخدم مصالحها نيابةً عنها.







ونشر كتّاب آخرون في جريدة الغارديان البريطانية عن (تقنيات التحقيق) والتي تدنت إلى مستوى التعذيب. كما كتب بريان ويتيكر في الغارديان عن إجراءات "الحملة ضد الإرهاب" التي تستخدم كعذر لارتكاب الانتهاكات ضد السجناء العراقيين وغيرهم. ونشرت صحيفة النيويورك تايمز تصريحات لجنود إسرائيليين سابقين وشريط فيديو عن الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. كما نشرت جريدة الإندبندنت البريطانية مقالاً هاماً جداً عن معرض صور التقطها الجنود الإسرائيليون للجرائم التي يرتكبونها ضد الفلسطينيين من قتل وتعذيب ودمار ولكن هذا أيضاً لم يلق أبداً التغطية التي تستحق كي تفضح حقيقة أن السجون الإسرائيلية لا تقل سوءاً عن سجن أبو غريب. وفي الأسبوع الماضي صدر كتاب بعنوان "أخبار سيئة من إسرائيل: أخبار التلفزيون والفهم العام للصراع الفلسطيني الإسرائيلي" للكاتب غريغ فيلو والمجموعة البريطانية الإعلامية في جامعة غلاسكو, بريطانيا، والكتاب يوثق التلاعب الإعلامي بقضايا وحقوق وحياة الشعب الفلسطيني ويسلط الأضواء على الجرائم التي يعتم عليها الإعلام بالكلمة والمصطلح ويقدم قراءة جديدة لما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قراءة تكشف النقاب عن الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين العرب العزل.







إن إهمال الكتاب و المفكرين و الإعلاميين العرب لكل ما يصدر في الغرب من مقالات ومعلومات تساند الحق العربي وتفضح جرائم الحرب والتعذيب والتخريب والدمار التي ترتكب ضد الوجود العربي بشرياً وثقافياً، أو إعادة إنتاج مفردات الاحتلال الفكري في مقالاتهم أو برامجهم الإعلامية مثل المفردات التي تكرس الفتنة أو التقسيم الطائفي و العرقي أو التي تهاجم اللغة العربية إنما هي من مظاهر الاحتلال الفكري الخطير الذي يهدد عقول العرب و يشل إرادتهم والذي لا بد من أن يتحرروا منه كخطوةٍ أولى و أساسية كي يتمكنوا من تحرير أرضهم وديارهم و حماية هويتهم القومية ووجودهم■




مخلص بليح

الجمعة، 24 فبراير 2012

التحرش الجنسى

التّحرُّش الْجنسيّ
تُرى ما الذي جرى في الدُّنيا التي نعيش فيها؟ هل نحن نتقدَّم أم نتقهقر؟ إنّ الواقع، دون تشاؤم، يقول إنّنا كثيراً ما نتقهقر!.

تُرى لماذا انحدَرت الأمور بنا إلى حدٍّ كهذا؟!
هل تُرانا نقترب من نهاية الأيّام؟ أم أنّ طريقَنا صار مُظلماً لا يُشرق النّور فيه؟ إلى أين نسير أو إلى أين تسير الدُّنيا بنا، يا الله كم نحتاج لعَفوِك ورحمتك!!.
سنتحدّث اليوم عن ظاهرةٍ أساسُها مُصطَلح من المُصطَلحات أو المفاهيم التي أُدخِلت قسراً لحياتنا وواقعنا، وما كنّا نتمنّى أبداً أن يحدث أمرٌ كهذا..
ما هي هذه الظّاهرة؟ ولماذا تَحدُث؟ وكيف يُمكننا مواجهتَها والتغلّب عليها قبل أن تستفحل أكثر من ذلك؟ عن مثل هذه الأسئلة التي باتَ لِزاماً علينا أن نتعرّض لها بكل مُصارَحة ومُكاشَفة سنتحدّث بإسهاب، لأنّها صارت إحدى القضايا السّاخنة في هذه الأيّام ....
عن التّحرُّش الْجنسيّ، يدور حديثي معك اليوم عزيزي القارئ .....

• ما هو التّحرُّش الْجنسيّ؟
إن التّحرُّش هو فعلٌ إراديّ نابعٌ من احتياجٍ نفسيّ وبيولوجيّ للتّنفيس عن الرّغبة الْجنسيّة المَكبوتة لدى الفَرد. تلك الرّغبة التي تحتاج إلى إشباع، وفي ظلِّ الابتعاد عن القِيَم والمُثُل العُليا والضّوابط المعروفة التي تقف أمام التّجاوزات، يحدث أن يقومَ جنسٌ ما (غالباً ما يكون الذَّكَر) بسلوكٍ شائن يتعدّى به على الْجنسِ الآخَر، بسلوكٍ مُباشرٍ أو غير مُباشر، قولاً أو فعلاً، تلميحاً أو تصريحاً. بطريقةٍ لا تليق وغالباً ما تخدُش الحَياء وتتنافى مع السُّلوكيّات البشريّة السَّويّة والمُنضبِطة.

• التّحرُّش الْجنسيّ هل هو مرتبط بحالاتٍ فرديّة، أم صار يَرقى لمرتبةِ "الظّاهرة"؟!
الحقيقة التي تزيد المُشكلة تعقيداً، هي حدوث ما يُسمّيه عُلماء الاجتماع ودارسي السلوك الإنساني، ب"الرّأي أو السلوك الْجماعي". فرُغم أنّ الأمر قد يبدأ عادةً بانحرافٍ فرديٍّ في السلوك، إلاّ أنّنا يُمكن بسهولة أن نجد الكثيرين يندفعون بسلوكِ القبيلة أو الغابة، يشتركون في صُنع أمرٍ ما خطأ، مدفوعين ومُحمَّلين بفردٍ واحدٍ قد يكون هو الذي قد أشعلَ الشّرارة الأولى، فيكون كأنّه هو الذي نزع فتيلَ الانفجار، أو كسرَ قيدَ الالتزام والانضباط عند الكثيرين الذين يسعون وراءه ويأتون بنفس هذه الأفعال، فيزداد الأمر خطورةً وعُمقاً، وتزداد المُشكلة تفاقُماً وتعقيداً!.
ولعلّ نظرة واحدة لإحصائيّات علميّة صادرة من مركز بحوث مُعترَف به حول مدى انتشار هذه الظّاهرة في واحدة من كُبرى المُجتمعات العربيّة، ربّما تقدر أن تُرينا مقدار المشكلة
تقول الإحصائيّة (نقلا عن هيئة الإذاعة البريطانيّة http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/press/newsid_7597000/7597254.stm) أنّ 85 في المئة من الإناث قُلنَ إنهنَّ تعرّضنَ للتّحرُّش الجنسي ، وقالت معظمهنَّ أنهنَّ واجَهنَ المُضايقات بشكلٍّ يوميّ ، في ذات الوقت الذي أَقرَّ فيه نحو ثُلثَي الرِّجال أنّهم يتحرَّشون بالفتيات!!. وأعتقد أننا نتّفق هنا أنّ هذه النّسبة إنّما تُنذِر بخطرٍ شديد، إن لم نقُم ـ كأفرادٍ ومُؤسّساتٍ خَدَميّة وحكوميّة ـ بالعمل على دراسة الموضوع واستقصائه بطريقة مُوسَّعة، بهدف الحدّ من انتشار هذا الأمر الخطير بمُجتمعاتنا العربيّة التي طالما أَشَدنا ونُشيد بها ـ عن حقّ ـ من جهة الأخلاقيّات الجّميلة والالتزام.

• التّحرُّش الْجنسيّو ما هي الأسباب التي تؤدّي اليه ؟
لعلّها كثيرة ومُتعدّدة، لذلك نذكر بعضها في نُقاطٍ مُحدّدة كما يلي:

*غياب الوازِع الدِّيني والارتباط الحقيقي بالدِّين كصمّام أمان يحفظ المَرء من الانزلاق في الفساد والخطر والانحراف.
* العنصر الاقتصاديّ وارتفاع تكاليف الحياة الباهظة، إنّما يلعب ـ هو الآخر ـ دوراً هامّاً ومُؤثِّراً في تأخُّر سنِّ الزّواج عند الشّباب ومن ثُمّ في تفاقُم المُشكلة.
*وسائل التّرفيه والاتّصال والإعلام على تنوُّعها(جرائد ومجلاّت، تلفزيون، راديو، إنترنت، ....)، كثيراً ما تُقدّم مواداً يُمكن وصفها إمّا بالمُثيرة للغرائز أو مُستفِزّة للكثيرين، ممّا يجعلهم ـ كردِّ فعل ـ ناقمين على المجتمع ، ومن ثُمّ لا يتورّعون عن استغلال أيّة فرصة تُتاح لهم في التّعبير عن غضبهم ونقمتهم على هذا المُجتمع بمثل هذه السّلوكيّات السّلبيّة، التي منها التّحرُّش الْجنسي بالفتيات.
* الكَبْت الجِّنسي، قِلَّة أو انعدام التّربية والثّقافة الجِّنسيّة بالشّكل الصّحيح يلعبون دَورهم في تفاقُم المُشكلة.
*الفلسفة الذُّكوريّة المَوروثة من القِدَم، والتي تتعامل مع المرأة على أنّها أداة للمُتعة وسُخرة للرَّجُل يستغلّها لإشباع رغباته وغرائزه بالطّريقة والكيفيّة التي تُرضيه!!.
* تراجُع و انهيار السُلَّم القِيَمي عند الأفراد والمُجتمعات، تِبعاً لتغيُّر المجتمعات وتفكُّك الأُسَر وانشغال الآباء والأمّهات عن الدّور المَنوط بهم القيام به في التّربية!. ممّا أدّى إلى انتشار الكثير من الأعراض السُّلوكيّة السّلبيّة والمُنحرِفة.
* أيضا الثّقافة التي تعمل على إخفاء أمورٍ كهذه. أي ألاّ تُبلِّغ أيّة فتاة السُّلطات المسؤولة عن أيّ تحرُّش يحدث معها حتّى لا تسوء سُمعتها أو تُتَّهم أنّها هي السّبب في ذلك، بملابس أو سلوك يتّهمها وهي منه بريئة. أمرٌ كهذا يجعل الفتيات الّلاتي يتعرّضنَ للتّحرُّش يتقاعسنَ عَن إبلاغ السُّلطات عن ذلك، ممّا يُشجّع الشّباب على التّمادي في سلوكهم الخاطىء وهم مُطمئنّون ما دام لا رادع ولا عقاب لهم على مُمارسة مثل تلك المُخالَفات. ممّا يزيد الوضع تعقيداً!.
* وعلى نفس النّحو السّابق، فإنّ عدم قيام مؤسّسات الدُّول التّربويّة والإعلاميّة والدّينيّة بل والأمنيّة أيضاً، بالمسؤوليّة الكبيرة المُلقاة على عاتقها لأجل تنشئةِ وتوعيّةِ الجيل الصّاعِد بخطورة أمرٍ كهذا على الأفراد والمُجتمعات على حدٍّ سواء!، وتحذيرهم من عواقب مثل هذه الأمور والقَصاص فيها، إنّما يلعب هو الآخر دوراً مُؤثِّراً في انتشار مثل هذه الظّواهر السّلبيّة واستفحالها.
*ورُبّما لا نستطيع أن ننتهي من هذه النقطة دون أن نقول بموضوعيّة وحياد، إنّه في مرّات كثيرة بحقّ، يُمكن أن تكون الفتاة المُتحرَّش بها مسؤولة بطريقة مُباشرة أو غير مباشرة، عن عَمد أو سَهو، عن تعرُّضها لأمرٍ كهذا. سواء بسبب طريقة ارتدائها للملابس المُلفِتة للنَظَر أو المُثيرة وغير اللائقة، أو عن طريق وقفتها والطّريقة التي تُعبِّر بها عن نفسها، أو ......، ورُبّما لو هي حَرصت على أن تظهر بالمظهر اللائق شكلاً كما سلوكاً وتصرُّفاً، لما عَرَّضت نفسها لموقفٍ مُؤذٍ كهذا!!.

• التّحرّش الجنسي و تأثيره على الشّخص الذي يقوم به؟
الحقيقة أنّ الشّخص الذي يقوم بهذا الأمر المُشين وهو مسؤول عن تصرُّفاته (أقصد غير المريض أو المُختَلّ)، إنّما يدفع هو أوّلاً ثمن اقترافه مثل هذا العمل القبيح. فمن ناحية سيزيده أمراً كهذا انحرافاً وسلبيّةً وانغماساً أكثر في الخطيّة، لأنّه لن يستطيع إشباع شهوته. ومن ناحية أُخرى تصرُّفاته غير المسؤولة ستوقِعه إن عاجلاً أم آجلاً تحت طائلة العِقاب الأدبيّ والقانونيّ، نتيجةَ ارتكابه فِعل فاضح آثم يُعاقِب عليه القانون ويستنكره عامّة الأسوياء في كلّ زمان ومكان. ولو ضُبط هذا الإنسان أو تمَّ القبض عليه لَنال ما نالَ من اهانةٍ وذُلٍّ وعار، وللأسف يكون هو كالمستحقّ له نظيرَ فِعلِه الآثم.

• كيف ينظر الله إلى هذا الشّخص؟
يُعلِّمنا الكتاب المقدّس أنّ الله يكره الخطيّة، لكنّه يُحِبُّ مُرتكِبها!. نعم يُحبُّه ويغفر له إن هو تابَ ورجع عن طريقه الخاطئ وطلب من الله الغُفران. فحتّى إن استمرّت نظرة المجتمع لهذا الشّخص سلبيّة تجاه هذا الخطأ المُشين الذي ارتكبه، فالفرصة دوماً مفتوحة بكلِّ أملٍ ورجاء لمن يُقبِل إلى الله، وهو مُؤكَّد سيجد عنده الصَّفح والغُفران والبداية الجّديدة.

• والآن، كيف نُواجه التّحرّش الجنسي؟
إنّ الإجابة منطقيّاَ إنّما تنطلق ممّا ذكرناه في مرحلة سابقة( الأسباب)، وتستند على القِيام بأفعالٍ مُضّادة ومُعاكِسة لما قُلناه فيها. وأُوجِز فأقول، ليقُم كلّ فرد بدوره وليتحمّل مسؤوليّته. ولنعمل كلُّنا معاً أفراداً وأُسَراً، جماعات ومُؤسّسات، على بذل كلِّ مجهودٍ لدينا. لنتكاتَف ونعمل معاً بنَفسِ وقلبِ رَجُلٍ واحدٍ على إغلاق هذه الهُوّة المفتوحة التي يُمكن أن تودي بنا جميعاً. ليلتزم الرِّجال ولتلتزم الفتيات والنّساء، ولتؤدّي وسائل الإعلام ودُور العبادة دورها لأجل تنقية الأجواء والتّخلُّص من مثل هذه الظّاهرة الفتّاكة!.

في النّهاية لأختم مقالتي، سأتوجّه بكلماتٍ بسيطة لفئاتٍ مُتنوِّعة،
إلى القائمين على وسائل الإعلام:

إنّ إثارة الغرائز وإِلهاب العواطف لمُجرّد تحقيق ربح مُعيَّن لَهُوَ أمرٌ له مردودُه السّلبي والخطير. وإن كان الله قد أَوكَلَكم على أمانة وعلى رسالة فاعِلة ومُؤثِّرة، فإنّني أرجوكم أن تتَّقوا الله فيما تُقدِّمونه عبر نوافذكم الإعلاميّة، حتّى يكون مفيداً وبنّاءً للفرد والمُجتمع على حدٍّ سواء.

عزيزتي الفتاة،
لاحظي مظهرك وسلوكك جيّداً حتّى لا تُعطي الفُرصة لأيِّ شابٍّ ضعيفٍ أن يَجِد فيك ما يُشجّعه على مُضايقتك. كوني طاهرة ونقيّة شكلاً ومضموناً. من الدّاخل بالقلب النّقيّ بمعرفة الله، ومن الخارج بالمَظهر المُناسِب.

عزيزي الشّاب،
لا تنساق وراء غرائزك ودَع قِيَمك وصِلَتك بالله تحفظك من أيِّ مُنزَلقٍ خَطِر. اعلَم أنّ أمراً كالتّحرُّش لن يُفيدك شيئاً، بل إنّ الضّرر من ورائه أمرٌ مُؤكّدٌ!. حكِّم ضميرك قبل كلِّ تصرّف واعلَم أنّ الله رقيبٌ ولا يترك الخطيّة دون عقاب. تعامَل مع هذه الأنثى كأنّها أمّك أو أختك أو زوجتك. تحاشى كلَّ مُثيراتٍ تُتعبك أو أصدقاء سوء يضرّونك، وتُبْ عمّا اقترفْتَه من خطايا والله غفورٌ رحيم.

عزيزتي الأُمّ، عزيزي الأب،
راقِبا مظهر أولادِكما وسلوكيّاتهم، ازرَعا فيهم خوف الله وتقواه، لأنّكما إن عَمِلتُما هذا فثوابكما كبير، لأنّكما تكونان قد أفدتُما نفسَيكما وأولادكما ومُجتمعكما.

عزيزي القارئ
أُرحّب دوماً بمُداخلاتك وتعليقاتك التي تُعتَبر بمثابة كَنزٍ لي، فأهلاً وسهلاً بك.

عندي سؤال


بنتى الحبيبة ( ريتال)



بالفعل كانت اخر لحظات الحمل وقبل ان تولد ابنتى الحبيبة ريتال احسست بهذه الكلمات عند اول صرخة من صرخاتها بعد ان انخلع قلبى خوفا على نور عينى والدتها



بين ماء و دم
وإعتصار رحم وألم
واهات ام تلد الحياة وترتقب الأمل
أنا من كان عرشي على ماء الحياة ...
وأراه الساعه ينهدم ...

رفقا بي ...

فلست ادري من الحياة ...
غير رحم وشريان دم

وعلت صرختي ...
ارهب الدنيا فلم اعهد النور ...
ولم اسمع غير نبض ام ...
قد قطعو حبل الوصال ...
حبل اسرار بيني وبينك يا امي إنعدم ...

ارجعوني لجوف امي ...
إني اخاف برد الحياة واخشى الألم

وعلا في اذني صوت الأذان الله اكبر ...
الله اكبر

وقلبي يردد :

نعم ...

لله اكبر

فلم ازل صغيرة على الألم !!!

اسالكم الدعاة لها فى يوم الجمعه بان يباركها اللله و يحفظها هى ووالدتها

الجمعة، 17 فبراير 2012

الى اجمل الاطفال (ابنتى ريتال)

انه فى يوم الخميس الموافق اثنان / فبراير /2012 رزقت باجمل شئ فى حيات الشئ الذى رايته فى وجهه حلم السنين الماضية ورزق وامل المستقبل رزقت بابنتى الغالية الجميلة (ريتال )ومااسعدنى عندى ظلت طوال الليل حاملا اياها على يدى فى اول اسبوع من والدتها متواصلا طوال الليل اقسم طوال الليل رغم اى فى مرحلة الدكتورة وريتال وكان عندى امتحانات لكن والدتها كاانت ترضعها وتجلس بها بالنهار ترضعها متى احتاجت ليلا لكن ريتال لم ترد ان تنا ليلا فاذى وضعتها فى سريرها اتيقظت وبكت فاحملها على يدى ادفيها من احضانى استشعرها تجرى فى وجدانى رجعت حياتى تانى وانتهت ايام الانتظار ريتال احبك انت كل سعادتى انتى امنياتى غايات احبك ساظل احبك طوال عمرى ولن اكت شعرا الا فيكى ولن اذكر حسنا الا اليكى انا الان فى حلوان لمتحن امتحانات تمهيدى دكتوراة لكن اشتاق اليكى بعدت عنك ايام ثلاثة كانها ثلاثة عقود لكن حبيتى اميرتى الصغيرة اننى افعل كل هذا من اجلك واسعى لاكون انسان مميزا ومتقدما من اجلك انت من اجل ان ياتى عليكى يوم تفخرى بوالدك حبيبك الى اجمل الاطفال الى ابنتى الغالية ريتال

مستقبل الخدمة الاجتماعية الدولية

تعليم الخدمة الاجتماعية الدولية

إعداد
أ.د. محمد محمود ابراهيم عويس
أسثاذ التخطيط الاجتماعى
وكيل المعهد العالى للخدمة الاجتماعية
القاهرة
مايو 2005

جامعة القاهرة
كلية الخدمة الاجتماعية
فرع الفيوم

المؤتمر العلمى
الخدمة الاجتماعية وعصر المعلومات
مايو 2005
تقديم:
تتناول الورقة كيفية إدماج الخدمة الاجتماعية الدولية فى برامج تعليم الخدمة الاجتماعية في مصر حيث باتت تضمن فىالعديد من تلك البرامج على مستوى العالم وخصوصا فى العالم الغربى.


وعلى ذلك تشمل الورقة الموضوعات التالية:

أولا :ماهى الخدمة الاجنماعية الدولية
ثانيا : رؤية تاريخية وتحليلية فى الخدمة الاجتماعية الدولية
ثالثا :أهداف الخدمة الاجتماعية الدولية
رابعا :مشكلات الخدمة الاجتماعية فى العالم الثالث (أفريقيا)
خامسا :تعليم الخدمة الاجتماعية الدولية فى مصر


وعلى هذا النحو يمكن التقرير بأهمية تضمين هذا المقرر بهدف تخريج اخصائى اجتماعى لديه الكفاءة للعمل فى المنظمات الدولية بمصر حيث يعتبر ذلك هو الممكن فى ظل المتغيرات الحالية للمهنة وذلك تمهيدا للتطوير الذى يمكن أن يحدث مستقبلا .

أولا : ماهى الخدمة الاجتماعية الدولية :
يمكن توضيح المقصود بالخدمة الاجتماعية الدولية فى بعض المحاور على النحو التالى :

1- تعتمد على دراسة تنوع الثقافات والمشكلات و الخبرات المهنية .
ويعنـى ذلـك اهتمـام الخدمة الاجتماعية الدولية بالموضوعات التى ترتبط بثقافات الشعوب والسلوكيات والمعايير والأنماط السائدة والتى تحدد سياسات وبرامج وخدمات الرعاية الاجتماعية ، وأساليب التعامل المهنى مع الفئات المستفيدة من تلك الخدمات والبرامج وطرائق تحديد هذة الفئات والقنوات التى تستخدم فى تقديم الخدمات وغير ذلك من الموضوعات المرتبطة. (1)

وفى هذا الصدد فإن دراسة ثقافات الشعوب المختلفة والأقليات داخل المجتمع الواحد أو الدولة الواحدة تفيد فى التعرف على أساليب التعامل والتأثير فى الناس وأنساق الخدمات بما يحقق الأهداف العامة كما يساعد أيضا المنظمات الدولية وفروعها فى الدول المختلفة على تحقيق أهدافها والتى يمكن أن تتفق أو تتعارض مع سياسات وأهداف تلك الدول .

وأيضا فإن استمرار هذا النوع من الدراسات يؤدى بالاخصائى الممارس الى مزيد من تراكم الخبرات المهنية حول أساليب التعامل مع الناس والمنظمات وأنساق الخدمات المتعددة فى دولة أو مجتمع ما بما يعنى أن يتم تجاوز التفضيل القائل بأن الممارس المهنى يجب أن يكون من داخل المجتمع تحقيقا لفكرة التواصل الثقافى والمجتمعى، خاصة وأن الدول المتقدمة على الجانب الأول تتفوق فى تقنيات ممارسة الخدمة الاجتماعية ولديها تحفظات حول مستوى الممارسة المهنية فى الدول النامية والأخرى الفقيرة وعلى الجانب الآخر تتعاون جميع مؤسساتها العلمية والتنفيذية فى تطبيق سياساتها وأهدافها فى العالم كله – والخدمة الاجتماعية والعمل الاجتماعى – واحدة من تلك الأنساق والتى تمتلك من الآليات مايمكنها من التأثير فى : الناس وسياسات الخدمات والقيم داخل وخارج تلك الدول .

2- تتيح حركة الاتصال العالمى بين الأخصائيين الاجتماعيين
ويعنى هذا أن دراسة أساليب الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية فى الدول المختلفة انما يستلزم الاتصال المستمر بين الاخصائيين الاجتماعيين لتبادل المعلومات المهنية والتعاون العلمى لتنفيذ

المشروعات المشتركة ، وهذا بدوره يسهم فى تنامى المعرفة بالآخر ويؤدى إلى اتفاق عالمى حول الأساليب والطرائق والمهارات وفنيات الممارسة المهنية. (2)

3- تعتمد على لغة واحدة هى العلم والتخصص المهنى
تؤمن الخدمة الاجتماعية الدولية أنه لا سبيل الى الإرتقاء بالمهنة وتحقيق الاعتراف العالمى بها الا توحيد التقنيات والاتفاق على أدوات الممارسة المهنية المتخصصة والبناء العلمى للمهنة مما يؤدى الى عالمية الأداء والتأثير فى اتجاه تحقيق ألاهداف المهنية.

4- تستهدف توظيف الاخصائيين الاجتماعيين فى المنظمات الدولية حيث أن الخدمة الاجتماعية الدولية قد نشأت فى المدارس الآمريكية فإنها استهدفت توظيف الاخصاثيين الاجتماعيين فى المنظمات الدولية وفروعها فى الدول الأخرى وأيضا فى منظمات الرعاية الاجتماعية فى تلك الدول حيث يمكن التأثير فى اتجاة تحقيق الأهداف .

ثانيا : رؤية تحليلية وتاريخية فى الخدمة الاجتماعية الدولية:
ظهر هذا المصطلح فى كتابات George Warren عام 1943 حيث بدأ بوصف كيفية الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية فى المنظمات المرتبطة بالأنشطة الدولية مثل الأمم المتحدة ، المنظمات التطوعية ، منظمات المساعدة للدول الأخرى ، والمنظمات الدولية المتعددة الأهداف وفروعها فى دول العالم خاصة تلك التى تحتاج إلى دعم ومساعدة الدول المتقدمة ومنظمات الدعم الفنى والتقنى .(3)

ومنذ بداية نشأة المصطلح ، والخدمة الاجتماعية الدولية آخذة فى النمو والتطور فى الكتابات الأجنبية حيث بدأت تتعرض لتفاصيل الممارسة المهنية من معارف وقيم ومهارات بوجه عام والمطلوب اكتسابها للممارسة فى الخارج بوجه خاص ، وفى هذا الصدد بدأت تتعرض لأهمية دراسة تنوع الثقافات وعادات ومعايير ، مشكلات ،خبرات ونسق القيم والمعتقدات للجماعات والأفراد فى الدول الأخرى (وهى دول العالم النامى والدول الفقيرة بالأساس ) ‘ وعلى ذلك بدأ هذا الموضوع فى الظهور فى مناهج تعليم الخدمة الاجتماعية فى العديد من المدارس فى الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة ودول غرب أوروبا بهدف تخريج اخصائى اجتماعى يستطيع العمل فى منظمات الرعاية الاجتماعية والمنظمات الدولية وفروعها فى الدول المشار إليها .

وفى رؤية تحليلية يمكن التفكير فى إطار المتغيرات السياسية الساثدة فى العالم منذ بداية ظهور الأمم المتحدة فى أواسط الأربعينيات وبداية الرغبة المنظمة للمعسكر الغربى لتحقيق المصالح من خلال السيطرة على المعسكر الشرقى وما أطلق عليه "صراع الحضارات " ثم الحرب الباردة بين المعسكرين ، حيث أنه من المألوف والثابت علميا أن الأنساق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية فى الدول المتقدمة – وفى أى دولة – تساند التوجه الأيديولوجى والعقائدى والسياسى لها ، ومن ثم فالخدمة الاجتماعية هى إحدى تلك الأتساق التى توظف كأداة للتغيير والتأثير فى البناء القيمى للناس وأيضا فى نظم الرعاية والخدمات ، وعليه فإن توظيف الاخصائيين الاجتماعيين فى المنظمات الدولية وفروعها وفى المنظمات المعنية بتقديم خدمات الرعاية الاجتماعية فى دوله ما أصبح هدفا واضحا ومبررا على المستوى الأيديولوجى والقيمى للدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة وأيضا على المستوى المهنى حيث باتت تصدر تقارير تقيمية تفيد انخفاض مستوى التعليم والممارسة للخدمة الاجتماعية فى البلاد النامية والفقيرة ومنها دول قارة آفريقيا ، مما يفيد بضرورة أن يتولى آخرون متخصصون مهام الأخصائيين الاجتماعيين الوطنيين حتى يمكن تحقيق الأهداف المهنية وغير المهنية بشكل علمى ومقنن ومدروس ، ولا يوجد ما يؤكد ذلك الرأى أفضل مما كتب فى إحدى المراجع المتخصصة " أنه بعد انتهاء الحرب الباردة توجد فرصة تاريخية لدخول الأخصائيين الاحتماعيين دول ومنظمات العالم الثالث لتحقيق أهداف التغيير نحو مجتمعات ديموقراطية تحقق الأمن والسلام العالمى "

ثالثا : أهداف الخدمة الاجتماعية الدولية :
مما سبق بيانه يمكن تحديد أهداف تعليم الخدمة الاجتماعية الدولية فى الآتى: (4)
1- تأهيل الأخصائيين الاجتماعيين للعمل فى المنظمات الدولية وفروعها المنتشرة فى العالم .
2- رفع مستوى الإدراك والوعى بأساليب الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية مع الشعوب المختلفة .
3- تحريك ودفع المنظمات الحكومية وغير الحكومية فى دول العالم فى اتجاه تحقيق تغيير أنساق الرعاية والخدمات بحيث تحقق أهداف السيلسة المقصودة من المنظمات الدولية المانحة للمعونات الاقتصادية الموجهه للنشاطات الاجتماعية المؤثرة فى الأنساق القيمية المتعددة داخل تلك الدول وبخاصة فى العالم الثالث .
4- تطوير الاعتراف العالمى بين الاخصائيين الاجتماعيين فى الدول المتعددة - عن طريق تواصل حركة الاتصال بينهم -حول أسس الممارسة المهنية القائمة على البناء العلمى المقنن فى المجالات المختلفة وهذا يمكن أن يؤدى إلى تحقيق مكانة متميزة للمهنة على المستوى الدولى .

رابعا : مشكلات الخدمة الاجتماعية فى العالم الثالث (أفريقيا ) :
بعيدا عن سرد مشكلات تعليم وممارسة الخدمة الاجتماعية فى مصر تخصيصا وأفريقيا على العموم فتلك تتناولها العديد من البحوث والكتابات ، لكن الهدف هنا هو تبرير الأسباب التى من أجلها تناولت مصادر التراث الغربى أهمية ادخال الخدمة الاجتماعية الدولية فى مناهجهم تمهيدا لتوظيف خريجيهم فى دول العالم الثالث ؛ حيث اعتمدت تلك الأسباب - والتى نوقشت مسبقا- على نتائج تقييم التعليم و مستوى الممارسة المهنية فى هذة الدول حيث انتهت دراساتهم إلى انخفاض عام فى كفاءة و فاعلية التعليم والممارسة المهنية مما يستوجب ضرورة الاستعانة لتنفيذ البرامج الاجتماعية على اختلاف أهدافها بأخصائيين اجتماعيين على مستوى كفاءة متميز وهم بالطبع مخرجات التعليم فى الدول المتقدمة . وأيا ما كان مدى الحساسية والاختلاف التى يمكن أن نشعر بها حين نقرأ نتائج تقييمنا بواسطة أقلام المتخصصين فى الغرب ، فإنه لا يجب أن تأخذنا تلك الحساسية أو هذا الاختلاف بعيدا عن تصديق نتائج ذلك التقييم – فهو ذاته الذى نتوصل نحن – المتخصصين - إليه فى بحوثنا ودراساتنا ونتداوله فى الندوات والمؤتمرات واللقاءات الشخصية ، ويجب البدء فى مواجهة مشكلاتنا بصراحة وم بدلا من محاولات الالتفات عنها وتجاوزها .

وهنا قد يكون مفيدا عرض بعض تلك المشكلات تمهيدا للتفكير فى مواجهتها (5)
1- عدم وضوح وتنظيم نشاطات وخدمات الرعاية الاجتماعية
2- عدم وجود نماذج ومناهج علمية مقننة ومتطورة لتعليم الخدمة الاجتماعية
3- انخفاض الوضعية المهنية للمهنة مقارنة بكثير من المهن الأخرى
4- انخفاض الاعتراف المجتمعى بالأخصائى الاجتماعى مما يؤدى إلى ظروف عمل متدنية
5- انخفاض المرتبات وزيادة أعباء العمل
6- سيادة النظم البيروقراطية حيث تقييد حرية العمل المهنى

وفضلا عن ذلك فقد جاء فى تقرير آخر أنه فى أفريقيا ، فباستثناء جنوب أفريقيا - فلا توجد دولة لديها تشريع يمنع غير التخصصين من ممارسة المهنة وتعاقب من يفعل ذلك .(6) وحول ذلك الأمر أجدنى مضطرا للإشارة إلى مشكلة فى غاية الخطورة على المهنة فى مصر تتلخص فى أن نقابة المهن الاجتماعية قد بدأت فى محاولات تمرير قانون المزاولة المهنية فى مجلس الشعب والذى يحتوى على مشروع يضع خريجى الخدمة الاجتماعية وكليات الآداب أقسام علم الاجتماع وعلم النفس فى شريحة مهنية وتخصص واحد ولا تفرق بينها فى المهام المهنية والواجبات الوظيفية ومستويات التوظف والترقى ، والذى إن تم تمريره وسنه على هذا النحو فإنه يعنى انهيارا وذوبانا للمهنة والمهنيين فى مصر ، مما يعنى ضرورة أن يدافع المتخصصين عن مهنتهم وكيانها ووجودهم ويعززون قدرتهم على المنافسة .

خامسا : تعليم الخدمة الاجتماعية الدولية فى مصر :
وبناءا على ما سبق يمكن الاستفادة بايجابيات تضمين موضوع الخدمة الاجتماعية الدولية فى مناهج تعليم الخدمة الاجتماعية من زاوية تطوير القدرات المعرفية والمهارية والقيمية للاخصائى الاجتماعى فى مصر مما يحدث مردودا ايجابيا على المهنة ووضعيتها ومكانتها فى المجتمع .

وبعيدا عن التناول الايديولوجى للأسباب السيلسية عند الغرب وراء ادخال ذلك المقرر فى مناهج تعليم المهنة ، فإنه يكون من المناسب لنا فى مصر ولأسباب أيضا سياسية وعلمية وثقافية ومهنية أن نبدأ فى تضمين ذلك المقرر فى مناهجنا بأسلوب علمى ومتطور ، وهو ما سيتضح فىالآتى :

1- الإطار العام للبرنامج :
- الهدف : اكساب الخريج القدرة على العمل فى المنظمات الدولية وفروعها فى مصر ومنافسة نظيره الأجنبى أو المصرى غير المتخصص .
- الشروط : القدرة على التعلم باللغة الانجليزية ،
- الشخصية الطموحة والقادرة على التأثير: القدرة على استخدام وسائل الاتصال الآليكترونى

2- الإقتراح :
فيما يتعلق بالمناهج الحالية للخدمة الاجتماعية عند مستوى البكالوريوس (7) واعتمادا على ضرورة وجود المواد الاختيارية فى مناهج تعليم الخدمة الاجتماعية ، فإنه يمكن تضمين الخدمة الاجتماعية الدولية كمادة فى تلك المناهج ، مع تضمين تنوع الثقافات والمشكلات والخبرات المهنية فى العالم بأسلوب مقارن .

وغير ذلك ولتحقيق الأهداف المشار إليها ... فإنه يمكن اقتراح :

* إنشاء شعبة لدراسة الخدمة الاجتماعية باللغة الانجليزية عند مستوى البكالوريوس بحيث تتركز المقررات فى أساليب الممارسة فى المنظمات الدولية وتنوع الثقافات .

* اقتراح بإنشاء دبلوم دراسات عليا فى الخدمة الاجتماعية الدولية باللغة الانجليزية – يركز على تأهيل الممارس للعمل فى المنظمات الدولية داخل وخارج مصر . ويشدد معد هذة الورقة على الأخير حيث هو الأنسب للهدف ولظروف تعليم الخدمة الاجتماعية فى مصر إذ يمكن للمعاهد العليا والكليات المتخصصة أن تبدأ فى اتخاذ الاجراءات الادارية لتحقيق ذلك عند مستوى الديلومات العالية إذ يكفل لها القانون هذا الاجراء .

- ويتم التعليم باللغة الانجليزية فى فصول صغيرة ( 20 طالب/طالبة) ،

والآتى نموذج لموضوعات المقرر ،بمكن تطويرها وتفصليها عند بدء اتخاذ اجراءات الانشاء 7))

International Social Work Curricula

* Cross – cultural comparison of practice models
* Comparative studies of issues in devel .countries
* Comparative studies of issues in industrial world
* Challenges of S.W. practice in different countries
* Skills and abilities needed to work in international organizations and international projects

ويتم التعليم عن طريق استخدام وسائل الاتصال الإليكترونى وذلك على النحو التالى :
* يجب على الدارس المشاركة فى برنامج دراسى ومشروع بحثى من خلال مواقع المدارس الأجنبية المتاحة على شبكة الإنترنت – ضمن مقررات المنهج .
* تعد الكلية أو المعهد موقعا لكل دارس لاستخدامه فى الاتصال المتبادل مع زملائه خارج مصر وداخلها .
* تعد الكلية أو المعهد موقعا خاصا بهذا البرنامج يحمل مناهج وبرامج الدراسة ويستخدم فى عرض الدارسين والخريجين لتسويق التوظف فى المنظمات ادولية – كما يستخدم فى تبادل الاستشارات العلمية والمهنية مع الدارسين فى هذا التخصص فى الخارج .
* توجد مواقع للمنظمات الدولية فى الخدمة الاجتماعية وغيرها تعرض امكانياتها والوظائف المطلوب العمل فيها – مما يمكن الاستفادة منها والربط الإليكترونى معها .
* يمكن إنشاء Journal of ISW on lineخاص بالبحوث والدراسات المعنية


المصادر

1- M.C. Hokenstad & S.K. ,Khinduka, James Midgley: Profiles in International Social Work, NASW Press, USA,2001,pp : 74-85

2- Ibid, pp :85 – 86

3- Ibid , pp :34-35

4- See – Richard J. Estes; International Social Work Education – A Guide Resources for a New Century ,Philadelphia, Uni. Of Pennsylvania , School of Social Work ,1992

5- Ibid ,

6- See - A student guide to planning a career in International Social Work , Uni. of Pennsylvania ,2003

7 – مؤشرات تطوير مناهج تعليم الخدمة الاجتماعية عند مستوى البكالوريوسر- المؤتمر العلمى للجنة قطاع معاهد الخدمة الاجتماعية – الخدمة الاجتماعية وقضايا الإصلاح – المعهد العالى للخدمة الاجتماعية ببورسعيد ، أبريل 2005 .

8 - A report on ISW ,School of Social Work ,Uni. of Washington , in co-operation with International Federation of Social Workers ,NASW press ,USA,2004


رجوع