توتى وعمورى

توتى وعمورى
حبايب قلبى

توتا

توتا
توتا وبابا

مرحبا بك فى مدونتى و

welcome

الصفحة الرسمية

يمكنكم متابعة اخبار ورؤية المزيد من خلال الصفحة الرسمسة لدكتور مخلص بليح على فيس بوك من اتباع الرابط التالى
او المراسلة عبر جاميل
drmokls@gamil.com

الجمعة، 3 سبتمبر 2010

المسح والإحصاء في العلوم الإجتماعية



إذا إبتغينا معرفة واقع مستشفى معين، كم خطوة في الدراسة يجب أن نخطوها؟1- نشرع بدراسة صفات هذا المستشفى، و(مسح) الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المرتبطة به. لنتعرف على درجة المستشفى بين المستشفيات، ومستوى الأفراد فيه ـ من ناحية الغنى والفقر ـ ومستوى الأطباء المشرفين عليه وهكذا.2- ندعم معارفنا عن ظروف المستشفى وطبيعته، بالإحصاءات؛ كم سريرا فيه؟ وكم رجلا غنيا؟ وكم فردا فقيرا؟ وكم يصرف فيه شهريا؟ وهكذا.. إذ إن الإحصاء يجعلنا أقرب إلى الحقيقة.3- نتصل بأفراد المستشفى، ونسألهم مباشرة، عن مستواهم الاجتماعي، وعن السبب الذي دعاهم لاختيار هذا المستشفى، وعن آرائهم في المستشفى.وللمزيد من المعرفة نراجع سجلات المستشفى، لنعرف مقدار التقدم في العلاج، بالنسبة إلى علاج كل فرد، مما يساعدنا ـ بالطبع ـ في التعرف على وضع المستشفى (مما يعتبر جميعا وثائق شخصية).4- ولا يفوتنا البحث عن (تاريخ) الوضع في المستشفى، وإذا لم يكن له تاريخ طويل، فلا بأس بمراقبة وضع المستشفى خلال فترة معينة لنعرف طبيعة المتغيرات فيه. ان هناك احتمالات للخطأ يمكن ان ندرأها عن طريقة دراسة الحالة السابقة، فمثلا: قد نلاحظ ان المستشفى تجاري، ومع ذلك يزدحم بالمرضى، فنكوِّن رأيا معينا فيه هو حسن إدارة المستشفى لهم، ولكن يتبين، بدراسة التاريخ، أن المستشفى كان أفضل وضعا سابقا، الناس أقل إقبالا، وكان السبب قلة الدعاية عنه، اما الآن فتغير الوضع بسبب صرف مبالغ طائلة، مثلا، على الاعلام.5- بعد أن تتجمع الأوصاف الكيفية (المسح) والكمية (الإحصاء) ودراسة الأحوال الخاصة والداخلية (الوثائق الشخصية) والأوضاع السابقة (التاريخ) نلقي عليها جميعا نظرة واحدة لـ(دراسة الحالة)، من حيث العموم ولمعرفة روابط البيانات ببعضها، واستنباط فكرة عامة عنها.هذه هي المراحل الخمس لدراسة أي موضوع اجتماعي، وهي تتصل ببعضها، وقد لا يمكن الاستغناء عنها أو عن واحدة منها في أغلب الدراسات الهامة. وهكذا فعل أغلب المهتمين بالدراسات الاجتماعية. وإليك بعض الأمثلة الواقعية التي تلقي ضوءا على طبيعة المناهج الاجتماعية الحديثة:1- المصلح المعروف فريدريك ليبلاي (Frederic Leplay) أنفق حوالي ربع قرن من حياته في التعرف على حياة الطبقات الفقيرة، وملاحظة طرائق حياتهم.وكان يأمل أن تكشف دراساته العناصر الأولية والضرورية، التي توفر للأسرة وللمجتمع حياة الرفاهية السليمة. وحتى يحقق هذا المثل، فقد عاش مع حوالي ثلاثمائة أسرة، من أسر الطبقات العاملة في فرنسا وكانت طريقته المفضلة ان يعيش مع كل أسرة وقتا معينا، وأن يعوض الأسرة ماديا نظير هذه الإقامة، وكان يدرس مصادر دخل الأسرة بصفة عامة، وكيفية تناولهم لأمورهم المادية والمعيشية.ونحن نلاحظ أن قيام ليبلاي بإدخال أسلوب الملاحظة المباشرة والتفصيلية، لبعض الأسر الممثلة لقطاع معين، يعتبر إسهاما مبتكرا وجديدا في دراسة المشاكل الاجتماعية، كما وضع أسس استخدام الخطة العامة المفصلة واستخدام المقابلات والاستبانات، ومراجعة سجل الحسابات، وغيرها من السجلات، لتحقيق بياناته، كما استخدام ليبلاي دراسة الحالة، والوصف الموضوعي للتاريخ، وأوضاع الأفراد والجماعات.2- تشارلز بوث (Charles Booth) كان أحد المصلحين الاجتماعيين، وقد أوجد أسلوب الدراسة الشاملة لحياة المجتمع، وقد استعان بوث بعدد من المعاونين المقربين، واستأجر حجرة في الحي الذي يقوم بدراسته، وذلك لملاحظة النشاطات المختلفة لسكانه، في جميع ساعات الليل والنهار، وكان يعمل معهم، ويلبس مثلهم أيضا، ويسعى وراء المعلومات عن طريق المقابلة المطولة (تمكث أحيانا من 18 إلى 20 ساعة)، واعداد السجلات المكتوبة. واستطاع بذلك أن يعد لمجموعة مدهشة من البيانات والإحصاءات المبوبة التي أظهر بها العلم الصلة الرقمية بين الفقر والبؤس والحرمان، وبين دخل وراحة الطبقات العاملة.هذه أمثلة للمناهج الخاصة بالعلوم الاجتماعية، ويجب أن نعترف بأنها أمثلة بدائية ولكنها تصلح أن تعطينا فكرة عامة عن هذه المناهج، تمهيدا للخوض في تفاصيل المناهج فيما يلي، وهي خمسة : المسح، والإحصاء، الوثائق الشخصية ثم التاريخ، ودراسة الحالة.نتحدث عن اثنين منها : المسح والإحصاءأ‌-المسح:تعريفه: هو منهج يهتم بدراسة الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وغيرها في مجتمع معين، بقصد تجميع الحقائق واستخلاص النتائج اللازمة، لحل مشاكل هذا المجتمع.وضرورة المسح آتية بسبب أن الدراسة العلمية السليمة، ينبغي أن تكون شاملة لكافة الظواهر المحيطة بالظاهرة لعل واحدة منها أو أكثر، تؤثر تأثيرا كبيرا في الظاهرة.والمسح يعتمد على:1 ـ تجميع الحقائق الوصفية الدقيقة حول الموضوع. فلو أردنا دراسة حالة مجتمع معين، نجمع كل الحقائق المتصلة به من وضع المعيشة، البيئة الطبيعية، النظام السياسي، التقاليد المتبعة، وهكذا.2 ـ تحليل هذه الحقائق وربطها ببعضها، أو لا أقل تسجيلها في بيانات منسقة مثلا: في الموضوع السابق نربط بين النظام السياسي وبين التقاليد المتبعة، كما نربط بين وضع المعيشة وبين البيئة الطبيعية. والمسح قد يشمل جميع أفراد المجتمع، وقد نختار منهم طائفة متفرقة تمثل السكان كلهم، فلو ابتغينا دراسة سكان مدينة القاهرة، وما يتصل بعاداتهم وطرق تفكيرهم، وطبيعة عيشهم، كان من الصعب تحصيل الحقائق المتصلة بهم جميعا، فذلك نختار من كل منطقة من القاهرة طائفة من مختلف قطاعاتهم، الأغنياء والفقراء، الكبار والصغار، الموظفون وأصحاب المهن الحرة، المتعلمون وغيرهم، حتى يمثل هؤلاء جميعا أهل المنطقة.أقسام من المسح:والمسح أقسام متنوعة لأنه يهدف دراسة مواضيع شتى فقد يهدف المسح توضيح طبيعة المجتمع بصورة عامة، أو جانب منه أو توضيح حقل التربية والتعليم منه، أو الجانب السياسي منه، أو الجانب الاقتصادي منه. فمثلا: دراسات الباحثين عن الجغرافيا الإنسانية تعتبر نوعا متقدما من المسح الاجتماعي العام (إذ ان هذه الدراسات لا تهدف عادة وضع الفروض وتحليلها بقدر ما تحاول إعطاء قدر كبير من الحقائق الوصفية عن وضع مجتمعاتها).وبعض أنواع المسح تهدف توضيح حقل معين من المجتمع، وذلك كالأنواع التالية:

1- هناك دراسات عن عادات المشاهدين الأطفال للتلفزيون، وهي التي قام بها بول ويتني (Paul Wittny)، وقد قام هذا الباحث بنشر تقارير سنوية عن دراساته تلك وذلك منذ عام 1950، وقد أشار في هذه التقارير إلى الفترة التي يقضيها التلميذ أمام شاشة التلفزيون، والبرامج المفضلة لديه في المرحلة الأولية والثانوية، وكذلك بالنسبة لآباء التلاميذ ومعلميهم، كما بذل هذا الباحث جهدا في إيجاد وتوضيح العلاقة بين مشاهدة التلفزيون، والذكاء القرائية، أو التحصيل العلمي، وغير ذلك من العوامل.

2- ومن بين الدراسات الشهيرة (في المسح الهادف توضيح حقل من حقول المجتمع وهو هنا الحقل التعليمي) ذلك المسح الذي استغرق ست سنوات للتعرف على التحصيل العلمي المقارن للرياضيات في اثني عشر دولة واشترك في هذا المسح 132000 طالب، 13000 مدرس، 5000 مدرسة

.3- وهناك دراسات تقوم بها معاهد خاصة في العالم، لمسح الحقل السياسي، في المجتمع، كتلك الدراسات الدورية التي يقوم بها معهد غالوب في الولايات المتحدة، لتحديد اتجاهات الرأي السياسي في أميركا. ومنذ عام 1960 بدأت الاستفتاءات الشعبية السياسية (والمسح السياسي) تتنبأ بدقة نسبية معقولة. والمسح المتكرر خلال فترة طويلة، يفيد في توضيح علاقة الظاهرة، بالمتغيرات من حولها، فلو كررنا مسح القدرة على القراءة السليمة، عند طلاب الابتدائية عشر مرات كل عام مرة نعرف طبيعة المناهج الدراسية ومدى نموها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق