الثلاثاء، 27 يناير 2009
غزة جرح فى ضمير الانسانية
أن ما حدث في غزة ليس معركة تقليدية بين جيشي دولتين أذا ما قارنا ذلك مع الحروب السابقة التي نشبت بين أي طرفين في العالم سواء كان ذلك في التاريخ القديم او المعاصر ، أنها حرب عالمية ثالثة من نوع خاص حيث تحدى فيها الكيان الصهيوني المسخ كل البشرية منتهكا بذلك الأعراف والمواثيق الدولية وحتى الإنسانية التي جاء بها دينهم والأديان السماوية الأخرى من خلال إقدامهم على شنها بثقل دولة (عظمة) تمتلك كل مأمن شانه أن يدمر مافي الأرض من بشر ونبات وجماد تساندها في ذلك دول ( أعظم ) بطرق مباشرة وأخرى غير مباشرة ، وباركت فعلتهم هذه دول أخرى سراً وعلانية ، وهذا من شانه أن يجعل الجزء الثقيل من العالم في طرف وغزة وحدها في الطرف الأخر ، لقد استخدم ذلك الكيان كل وسائل التدمير الشامل التي أعلن عنها والتي لم يعلن عنها بعد من اجل أن يصل الحال بتلك المدينة إلى ما وصلت إليه من دمار وتخريب للبنى التحتية والفوقية وقتل متعمد للسكان المدنين من شتى الأعمار حيث لم يسلم من شظايا قنابلهم حتى الجنين في بطن أمه ، ولم يستثنى من الموت الشيوخ الطاعنين في السن ، وكذلك هو حال النساء والشباب الذي قضى أكثرهم وهو يرى بعينيه شبح الموت رغم العصابة التي وضوعها على عينيه ، كان يحس بالفناء في كل لحظة عاشها في لحظاته الأخيرة قبل أن ينفذ به قرار الإعدام صبرا ، لقد ارتكبوا مجازرا بحق شباب غزة في الخفاء وبعيدا عن أعين الطارقين وعدسات المصورين ، لقد حولوا أناس أبرياء إلى جثث هامدة سلبت من كل شيء ألا نزيف الدم الذي لازمهم حتى بعد موتهم ، استشهدوا ولا أظنهم استجدوا عطف اليهود لكي يبقوا على حياتهم ، تحولوا إلى عالم ألا حياة ولم نسمع احدهم قد صرخ خوفا من الموت ، نعم صرخوا في أعماقهم صرخة يهتز لها الكون وقد حرصوا أن لايسمعها اليهود فيشمتوا ، صرخة ناشدوا فيها ضمير الإنسانية الظالم الذي أعطى الحق لليهود بقتل البشر كما كانوا يقتلون أنبياء الله ويتلذذون بقتلهم ، ذلك الضمير الذي غاب عن غزة حين قتلوا أهلها بدم بارد وبحقد دفين لكل ما يمت للإسلام والعرب وأهل فلسطين بصلة ، نعم صرخوا واجزم في ذلك أنهم صرخوا بلا صوت ليقينهم بأنهم سيتركوا من أحبوا في هذه الدنيا دون وداع ، سيتركوا الأهل والأحبة من النساء والأطفال والإباء والأمهات والإخوة والأصدقاء والذكريات ، صرخوا بكل قواهم وبلا صوت لأنهم سيتركوا حقول الزيتون لم تسقى وسوف تذبل أغصانها وتموت، عندها سوف لن يكون هناك ظل يستظل به من يأتي بعدهم ليستريح ، لقد أحدثت احداث غزة شرخاً كبيرا في ضمير الإنسانية وجرجا عميقا سيبقى ينزف مادامت في الفضاء صرخة اسمها غزة .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق